ألمانيا تغلق سفارتها في جنوب السودان وتحذر من حرب أهلية وشيكة
ألمانيا تغلق سفارتها في جنوب السودان وتحذر من حرب أهلية وشيكة
أعلنت ألمانيا عن الإغلاق المؤقت لسفارتها في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وسط تصاعد التوترات والمخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة، في خطوة تعكس تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بيان عبر منصة "إكس"، اليوم السبت، إن القرار جاء نتيجة "الوضع الراهن في جنوب السودان"، مؤكدة أن سلامة الطاقم الدبلوماسي تبقى أولوية قصوى، وفق “فرانس برس”.
ووجهت بيربوك انتقادات حادة للرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، متهمة إياهما بإغراق البلاد في دوامة جديدة من العنف. كما دعت الطرفين إلى تحمل مسؤولياتهما في وقف التصعيد وتنفيذ اتفاق السلام المبرم سابقًا.
وفي سياق متصل، أعلنت دول غربية عدة، من بينها كندا، وهولندا، والنرويج، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، عن استعدادها للوساطة لإعادة الاستقرار، وفق بيان مشترك.
يُذكر أن الخارجية الألمانية تحذر منذ سنوات من السفر إلى جنوب السودان، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، لكن التطورات الأخيرة دفعتها إلى اتخاذ قرار إغلاق السفارة مؤقتًا حفاظًا على أمن موظفيها.
نزوح وتصعيد عسكري
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اضطر 50 ألف شخص إلى الفرار من مناطقهم منذ أواخر فبراير، بينهم 10 آلاف لجؤوا إلى إثيوبيا، وتركزت الاشتباكات في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل، حيث تواجه القوات الحكومية مقاتلي "الجيش الأبيض" التابعين لرياك مشار، ما يهدد بانهيار اتفاق تقاسم السلطة الهش.
وفي تصعيد جديد، أفادت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بأن 6 آلاف مقاتل من "الجيش الأبيض" استولوا على معسكر عسكري في الناصر يوم 4 مارس، مما دفع القوات الحكومية إلى تنفيذ ضربات جوية مكثفة، أسفرت عن مقتل 20 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر محلية.
تصاعد العنف يأتي بعد أيام من هجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة، أدى إلى مقتل قائدها وجنرال في الجيش، ما زاد المخاوف من انزلاق البلاد مجددًا في صراع مفتوح.
نحو انحدار خطير
وأعربت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان عن قلقها، قائلة إن البلاد "تسير نحو انحدار خطير قد يقضي على جهود تحقيق السلام".
منذ استقلال جنوب السودان عن السودان عام 2011، لم تفلح الاتفاقيات المتعددة في إنهاء دوامة العنف، حيث أسفرت الحرب الأهلية بين كير ومشار عن مقتل 400 ألف شخص وتشريد أكثر من 4 ملايين آخرين بين عامي 2013 و2018.
ورغم توقيع اتفاق سلام، فإن الاشتباكات الأخيرة تنذر باندلاع موجة جديدة من النزاع قد تعيد البلاد إلى مربع الحرب، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة.